الثقافة اللازمة للنجاح .. !!

الثقافة اللازمة للنجاح

د.عبد الرحمن الشلاش
يتصور البعض أن النجاح في أي من مجالات الحياة المختلفة لا يتطلب أكثر من عقد العزم وإصدار القرار لخوض غمار هذا المجال أو ذاك دون تردد.. ومن ثم تحقيق الهدف.. والمكانة والمال والشهرة.. وكأن الثراء السريع.. والنجاح المذهل بانتظار هؤلاء وغيرهم دون توافر المقومات والإمكانات اللازمة لديهم.. "كساع إلى الهيجا بغير سلاح".
طريق النجاح طويل ومليء بالتحديات والصعاب.. ومزروع بالأشواك.. طريق يسلكه كل من ينشد الارتقاء وتحقيق الذات.. لذا تكون المنافسة في ميدانه محتدمة.. والمسافة طويلة.. ولأن المسافة كذلك فستخذل دون شك من زاده قليل.. ونفَسه قصير.. وإمكاناته متواضعة.

شروط النجاح ومتطلباته كثيرة ومنها مثلا:توافر الدافعية لدى الإنسان والطاقة اللازمة للعمل والرؤية الواضحة ومنها ينبثق الهدف.. والفعل وهو العمل ذاته.. والتوقع أي القدرة على التنبؤ.. والالتزام.. والحكمة.. والصبر والانضباط.

لكن الأهم هو امتلاك الثقافة اللازمة للدخول في المجال المحدد.. والثقافة تشمل المعرفة الكاملة والشاملة بأسراره وأصوله ومبادئه.. وآلياته وأساليبه.. وطرق التعامل والحقوق والواجبات.. وعلاقته مع المجالات الأخرى.. يقول "جيم رون" "البحث عن المعرفة هو إحدى الخطط للوصول إلى السعادة والرخاء".. والمعرفة مصدر من مصادر القوة.. وبمقدار المعرفة التي تمتلكها ستكون لديك الفرصة لتحقيق النجاح بل والإبداع إلى حد بعيد.. المعرفة تعني الإلمام بالمجال ذاته بكل تفاصيله وتكوين ثقافة واسعة عنه.. أو معرفة مصادر المعلومات المتوافرة عنه .

الخبرة وحدها لا تكفي.. ولا ما يكوّنه الفرد من ثقافة هشة نتيجة لسماعه عن تجارب الآخرين.. وبالذات التجارب التي لا تحظى بالقدر الكافي من الثقة.. أوالمصداقية ولذلك فإن الدخول إلى مجالات التسويق.. أو الإعلان.. أو تجارة العقار تحتاج إلى معرفة أصول ومبادئ العمل.. وخبايا وأسرار تلك المهن.. وكذا جميع الصنائع.. كهرباء - نجارة - سباكة.. الخ.

لنأخذ تجارة الأسهم على سبيل المثال.. نجد أنها تمثل مجالا رحبا واسعا من مجالات التجارة يتطلب النجاح فيها المعرفة التامة بأسرارها وخباياها.. أسعار الأسهم الأصلية - تاريخ الشركات والبنوك - أرباحها - الأسهم الأكثر رواجا ومبيعا - التنويع عند شراء الأسهم.. الخ

ولأن الكثيرين قد دخلوا هذا المجال وهم لا يملكون الثقافة اللازمة للتعامل داخل السوق فقد تساقطوا بالضربة القاضية عند حصول أول هزة عنيفة واجهت الأسهم.. العمل في مجال الاستثمار يحتاج ثقافة ومعرفة مثلا بأبرز المجالات الاستثمارية.. وعوائدها على المدى الطويل.. وأي المجالات الأفضل هل هو العقار مثلا؟ أم الأسهم؟ أم الزراعة، أم التجارة.. وهذا يتطلب الحصول على المعرفة المطلوبة من جهة ودراسة الجدوى من جهة أخرى. في الحجاز يقولون مثلا "صنعة أبوك لا يغلبوك" في إشارة واضحة إلى أن فرص النجاح تتوافر في المجال الذي تعرف أسراره وتخبره.

من لديه تأهيل وخبرة في مجال التعليم على سبيل المثال يتجه للاستثمار في الجامعات والمدارس الأهلية والتدريب.. ولو استثمر مثلا في مجال لا يعرفه فمصيره الفشل لا محالة "ففاقد الشيء لا يعطيه".. الحصول على الثقافة المطلوبة ليس عزيزا وخصوصا في العصر الحاضر حيث توافرت مصادر المعرفة كما لم تتوافر من قبل.. مصادر لا حدود لها يمكن للإنسان الاستزادة منها بالتعليم والتدريب.. والرجوع للكتب والصحف والمجلات.. والمواقع المتخصصة في الانترنت وحضور الندوات والمحاضرات والتعليم المستمر.. وطلب الاستشارة من أصحاب الخبرة.

الحصول على ثقافة الشيء شرط أساس للدخول فيه لكي يضمن الإنسان على الأقل أنه قد وضع قدمه بالفعل على أولى درجات السلم الموصل للنجاح.

والله الموفق.

الف شكر لك اختي العزيزة
لطرح هذا الموضوع الشييق

مشكوورهـ ع المرور ،،

ولا تحرمينا من هالطله الحلوه ،،

تحياتي ،،