هاذي قصه من تأليفي بدأت بكتابتها تاريخ 9-8-2008..شاركت فيها بمنتدى بأسم فراوله ورديه.. و أنشالله تعجبكم
هي صايره بالفسحه لكن الحوار بالعامي .. باللهجة البحرينيه .. و من اجزاء طويــله .. عادي النقل بس بشرط كتابة بقلم:فراوله ورديه ..:)
]البدايه ~ البارت الأول] :
تجلس بكل هدوء في زاوية من زوايا غرفتها المظلمه .. شعرها ملمووم بشريطة حريريه بشكل عشوائي .. خصلات ناعمه على كتفيها و أخرى على جبينها لتغطي عينيها البريئتان .. تنضر الى الأرض بنضرات العاجزين .. و ربما التائهين..ثم ترفع عينيها و تلقي نضرة من أمامها لترتسم في مخيلتها شي مما عاشته قبل بضع دقائق .. فترى ذلك الطفل و الذي أطلقت عليه أسم الصديق .. تتذكر عيناه الحزينتان و ما تخبآن من غموض عجزت عن تفسيره .. و يتسامع في أذنها صوته بأنغام حنجرته العذبه و نبرة صوته البحووح .. لتعطيه لمسة ساحرة .. و فجأه .. إستيقضت تلك الطفله من ذاكرتها لترى الواقع و ما جهزه لها من مفاجئه .. فتسقط دمعة ساخنه على خدها الناعم.. لتتسائل في داخلها : على وين يا حسن .......!؟
>>إن هذه الطفله هي بطلة قصتي .. فطوم محبوبة الجميع .. لها وجه بريئ و عينان واسعتان شديدتان السواد دائمتا اللمعان .. يكمل جمال عينيها حواجبها الطويلة المرتسمه على عينيها بشكل متناسق .. شعر شديد السواد و طويل .. بيضاء البشره .. عمرها 5 سنوات
الطفل الذي اطلقت عليه صديقها : حسن خفيف الظل .. صاحب الوجه البشوش .. أبتسامته البريئه لا تفراق وجهه.. صاحب القلب الحنون و الطيب .. يمتلك ملامح غاية في الجمال .. عينان زجاجيتان ناعستان و بشرة سمراء فاتحة اللون .. شعره أسود و نااعم .. أكبر من فطوم بسنة ...>>هو بطل قصتي
..
..
..
ماذا حل بالطفله ..؟؟ و ما الذي جعلها تبكي و تنعزل عن العالم لساعات .. تحبس نفسها في غرفتها و لا تسمح لأحد بالدخول عليها .. و نضراتها التي لا تفارق عينيها .. و ما الذي جعلها تسأل نفسها : على وين يا حسن ....!؟
و ما الذي جعل الطفلة المشاكسة صاحبة المواقف المضحكة تبكي دموع بلا صوت ..؟؟ فقط أنيين بنبرة تألم قهراً و حسرة..؟
هل لأنها فقدت دميتها ..!؟ أم لأنها تشاجرت مع اخيها ..!؟ أم سقطت مصاصتها من يدها على رمال الحديقه..!؟
لاااا .. ليس هاذا السبب
إنها لأول مرة في طفولتها تبكي بهذه الطريقة التي يعجز غيرها عن تفسير سبب ذلك ..
..
..
..
لنُرجِع الزمن إلى الوراء قليلاً..,فقبل بضع دقائق حدث ما لم تتوقعه الطفله :
كانت تلعب مع حسن في فناء المنزل .. تجري ورائه بكل مرح .. تتعالى ضحكاتهما في المكان .. الى أن تعبو و جلسو على كرسي في زاوية الحديقة الخارجيه .. ليسمعوو صوت رجولي قادم من الباب .. كأنه صوت مألوف للطفلان .. أدركت ريم ان صاحب هذا الصوت هو جارهم عبد الله أب لصديقها حسن ..
هرعت من مكانها بسرعه لتجري إلى جارهم و هي تقول : عمييييييييي عبد الله .. عميييييي عبد الله شخباارك..؟>>انه ليس بعمها ولا يقرب لها بشيئ و لكن تسميه عمها لما له من معزة عند أبيها فهو الأخ و الصديق لأبوها
عبد الله (الذي يسمونه في القريه أبو محمد) يحملها بين ذراعيه : هلااا بنتييي فطوووم الحلوه .. وين حسوون.......!؟
حسون في زاوية أخرى يختبأ وراء عمه أبو ناصر (أب فطوم) و هو يقول بأعلى صوته : ماااابي أرووح مابيي أرووووح
يقترب بو محمد من ولده ليرفعه من الأرض بكل صعوبه .. بينما حسن يتمسك بثوب عمه أبو ناصر مصراً على رأيه .. بعد عنااء كبيير حمله أبوه على كتفيه و حسن يقول : تكفى أبوووي خلني عاد بس اليووم .. مابييي أرووح أهناك .. ابي ألعب مع فطووم و أخوها نصوور(هاذا ناصر أخو فطوم و في سن حسن) .. اهناك ما اعرف أحد العب معاه
بو محمد : بنروح بس كم شهر و بنرد البحرين .. لا أتصير عنيد حسون .. انت بترجع لفطوم و نصور ما بتضل في لكويت واايد...!!
فطوم و كأنها تريد ان تستوعب ما يجري و بنضرات حيره و نبرة سؤال: عمي عبد الله ..؟؟ لييش؟أنتو يعني بتروحون لكويت أهناااك بتضلون ..؟؟
بو محمد بأبتسامة عطف و هو يمسح على رأسها الصغير : أي حبيبتي أحنا بنروح اهناك أشوي و بنرد لكم ,, لا تزعلين حسون ما بيطول عليج .. هو ما يقدر يفارقكم انتي و نصور
بدأ حسن بالصراخ و هو يحاول ان يفلت من يدي أبيه : ماااااااابي مااااابيييي أرووح .. فطووم لا أتخافين أنا ما بروح .. انا بقعد ألعب معاج و مع نصوور أخووج .. و بخلي أختي مريم اتيي تلعب معانا ..
بو محمد ودًع بو ناصر قبل أن يغادر الى بلد أهله الكويت .. و حسن ينضر إلى فطوم بكل حرزن.. فطوم نضرت أليه بنضرة حزن و الدموع متجمعه في عينيها .. ركضت الى داخل البيت و مباشرة أتجهت الى غرفتها .. حيث الضلام .. الى زاويتها .. حيث الألم .....,,
..
..
..
ضلت على هذا الحال الى أن نعست من كثر البكاء و نامت في تلك الزاوية .. أيقضها صوت بكاء أخيها ناصر
خرجت من غرفتها و هي تطل من الحديد المطاوع للدرج الى تحت حيث الطابق الأول .. فوجدت أمها و أخيها ناصر يبكي و بيده كرة و هو يقول : يمممه روحي ناديه أبي العب معاه كره .. الحين هو ما راح لكويت .. بس هالمرة تكفيين يمه
أم ناصر : بس حبيبي بس خلاص لا أتصيح هم بيردون ما بيضلون واايد
ناصر : ما رااحو اقول لج يمه ما رااحو .. تكفين يممه يلا عاد روحي ناديه بلعب معاه
أم ناصر : أي ما راحو .. بس الحين بيجهزون نفسهم للسفر و بعد كم ساعه بيروحون .. بس خلاص أسكت .. يلا قوم عسل وجهك و روح ألعب أنت مع أختك فطوم
رجعت مباشرة فطوم الى غرفتها .. فتحت الستارة لترى سيارة أم محمد (هي أم حسن) تنقل الشنط و الأغراض الى داخل السياره .. بينما حسن جالس على حافة الرصيف و واضع يده على خده و هو ينضر الى الأسف .. لم ترى ملامح وجهه و لكن يبدو عليه حزين من طريقة جلوسه .. كان الفاصل بين منزل أبو محمد و منزل أبو ناصر فقط شارع .. أسرعت الطفله لمكتبتها لتفتح درج من أدراجها و تبحث عن شيئ .. وجدت قطعة قماش صغيره سوداء اللون كُتِبَ عليها بالخيوط البيضاء اللامعه إسم حسن في وسط قلب أحمر اللون .. هي التي صنعته بيديها لأنها كانت من هواياتها النقش و الكتابه بالخيوط على القماش .. اسرعت الى الأسفل و هي تجري .. نزلت من الدرج بسرعة كبيرة و فتحت باب الصاله و من ثم الباب الرئيسي ..
رأت حسن في وجهها .. سارت إليه بكل هدوء .. إنتبه لها و هي واقفة أمامه
حسن بدهشة : فطوووم
فطوم: أي ..
نضرت إلى الأرض بحياء و محمرة الوجه
حسن : أشفييج فطوم؟؟ تبين شي؟
فطوم : ابغي اعطيك شي .. و أعطته قطعة القماش
حسن : اللاااااااااااااي .. هاي انتي سويتيها لي آنا؟
فطوم : أي .. اشرايك فيها؟
حسن : وااايد حلوه .. مشكوووورة
فطوم و هي تنضر له بحزن ..: بتروح وين؟ لكويت؟ ليش؟
حسن: أي لكويت .. بسافر عنج و عن نصوور .. بروح لكويت
فطوم: ليش؟؟
حسن : يقول ابوي انه اشتاق لأهله الي في لكويت و يبي يسافر لهم
فطوم و قريب بتطيح دمعتها: متى بتجون؟ تكفى لا تتأخر
حسن و هو في نفس حال فطوم: لا ما بتأخر ..
فطوم : باي .. دير بالك على روحك
حسن : بااي .. لا تبجين صيري قويه مثلي
غادرت تلك الطفلة الصغيرة من أمام هاذا الطفل العبوس .. و لكن بقي خيالها أمامه .. ينضر الى أمامه فيرى طيفها .. يراها واقفة أمامه و تحدثه .. و هو مبتسم
لم يكن حسن على الرصيف و لم يكن على العالم .. لقد سافر الى عالم الأحلام .. ليلتقي بطيف فاطمة.. فيراها تجري ورائه و تبكي و تضحك و تصرخ و تزعل و تختبأ وراء الأشياء ليبحث عنها
أفاق حسن عن هاذا الحلم و رجع الى واقعه و عالمه .. ركب السيارة منطلقاً الى مكان الغربة .. الى مكان بعيد عن فطوم .. لا يوجد فيه الطفلة فطوم .. و لا يوجد فيه أقرب أصدقائه نصوور
..
..
..
في الحقيقة إن عائلة بو محمد سيسافرون الى الكويت لمدة 5 سنوات و لكنهم يريدون ان يقنعو حسن بأنه سيعود الى البحرين بعد شهور قليلة .. و كذلك فطوم أستوعبت الأمر بأنهم سيذهبون فقط لعدة شهور و لن يتأخرو ..
~ النهايه ~
انتهى هذا البارت .. و نطرو البارت الجاي